نحن في اليمن والمنطقة العربية، نعيش في ظل حروب مدمرة، حروب التقتيل، والإرهاب والعنف الأعمى، وتمزيق أواصر المحبة والاخوة والقربى.
حروب المجاعات والأوبئة الفتاكة وغرس العداوات والفتن وصراع المصالح. خطاب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ومناهج التعليم، وخطاب المسجد، الأحزاب السياسية، والجماعات والأفراد محفوفة بالعنف والكراهية.
حسنا فعل الزملاء في مؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية في الاهتمام في عقد هذا اللقاء التشاوري الذي نأمل أن يتواصل حسب الخطة المرسومة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو في عقد العديد من اللقاءات التشاورية مع الاعلاميات والاعلاميين صانعات وصناع الرأي والكلمة الطيبة والحرة، الكلمة التي تبني ولا تهدم.. تضمد الجراح ولا تنكؤها.
كإعلاميين واعلاميات لا ينبغي ان نستهين بالكلمة، فالكلمة السلاح الفعال الوحيد في اذكاء الحروب واطفائها، وفي غرس بذور الأمن والسلام والاستقرار وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والمساواة وقبول التسامح والتعايش.
معجم المفردات
خطاب الكراهية لابد وأن يدرس دراسة عميقة واقعية، وكما تشير أدبيات مشروع مواجهة خطاب الكراهية الذي تقدمه تنفذه مؤسسة منصة بالتعاون مع اليونسكو، لابد من تحديد الكلمات والمصطلحات السياسية والدينية والمتوارثة في الماضي أو الموروث القديم، والتي تذكيها الصراعات ويجرى إشاعة استخدامها ونبشها، و لكل طرف من أطراف النزاع ترسانته من المفردات المشبعة بروح الكراهية والتحريض على العنف والتصعيد.
وهي مفردات يجرمها الدين الإسلامي الحنيف، وتحظرها الدساتير والقوانين المتحضرة، ومنها الدستور والقوانين اليمنية.
فالكلمة الطيبة والتبشير بإحياء قيم العيش المشترك لأبناء شعبنا اليمني وامتنا العربية الإسلامية اداتنا ووسيلتنا الوحيدة لإنقاذ شعبنا وأمتنا من الحروب والفرقة والتمزق، وإحلال الأمن والسلام في ربوعها.
لنبذ مفردات الكراهية، لغة العنف
لاشك ان هناك العشرات من المفردات الحاضة على الكراهية والعنف ويمكن تتبع ورصد الخطاب الإعلامي في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وخطاب المسجد، ومناهج التربية.
المشروع المقدم أمامكم يطرح الأساس للمشكلة وعلينا جميعا قراءة دلالات هذه المفردات والخلاص منها حتى لا تسوء وتصبح العملة المتداولة في وسائل إعلامنا وتخاطبنا اليوم، وجزء من حياتنا وتفكيرنا وهمنا اليومي.