ما يحتاجه الصحفيون لتغطية تأثير الحرب على البيئة في اليمن

أشرف الريفي - شبكة الصحفيين الدولييين
2022-01-02 | منذ 3 سنة    قراءة: 826

أثّرت الحرب في اليمن على البيئة بشكل كبير، مخلفةً أضرارًا كبيرة لم تحظ باهتمامات أطراف الصراع ووسائل الإعلام بالشكل الكافي. وقد تعددت صور الأضرار التي تعرضت لها البيئة في اليمن، وهي بمثابة مأساة غير مرئية تهدد حياة الناس والكثير من الحيوانات والأحياء البحرية والنباتية، وينبغي على الصحافة أن تواكب تفاصيلها.

في هذا الإطار، يقول الصحفي محمد الحكيمي، رئيس موقع حلم أخضر المعني بقضايا البيئة إنّ الصحافة البيئية في اليمن، كانت غائبة ومنسية طيلة العقود الماضية، ولم تكن الصحف الرسمية أو الحزبية أو الأهلية تهتم بتغطية القضايا البيئية، باستثناء مبادرات قامت بها بعض الصحف، مثل جريدة "النداء" المستقلة التي يرأسها الزميل سامي غالب، وتغطية قضايا المياه والبيئة في جريدة "الثورة" اليومية.

ويوضح الحكيمي أنّ منصة "حلم أخضر" استطاعت خلال السنوات التسع الماضية، أن تؤسس لصحافة بيئية حقيقة، وأن تصبح مصدرًا موثوقًا لتقارير وقصص القضايا البيئية في اليمن، ومرجعًا يعتدّ به أمام كبرى منظمات ووكالات الاخبار الدولية والاقليمية والمواقع المحلية.

ويرى الحكيمي أنّ الصحفيين المهتمين بتغطية قضايا البيئة المحلية يحتاجون إلى تلقي دورات تدريبية لاكتساب مهارات مستمرة حول كيفية تغطية القضايا البيئية الحرجة، وعلاقة تأثيراتها بالمجتمعات المحلية، إلى جانب اكتساب معرفة علمية بمفاهيم وقضايا البيئة من أكاديميين علميين ومختصين.

ويشير إلى أنّ أزمة التغير المناخي صارت تؤثر بشدة على المجتمعات المحلية والريفية باليمن، خاصة في مجال الصحة والغذاء والدخل، ما يتسبب بكوارث طبيعية وأزمات صحية وإنسانية واقتصادية.

إقرأوا أيضًا: ما يتعلّمه صحفيو البيئة من الأفلام الوثائقية.. وأفلام عن الكوكب عليكم مشاهدتها

ويرى أنّ استمرار الحرب الدائرة في ظلّ تغيرات المناخ، فاقم الأزمات الاقتصادية والصحية والانسانية، كتقلبات الطقس والمناخ خلال الأعوام الماضية، وتفشي الأوبئة بشكل كبير وارتفاع معدلات الاصابة بأمراض الحُميات (حمى الضنك، والملاريا، والشيكونغونيا) والكوليرا في الوقت الذي شهدت البلاد هطول الأمطار الغزيرة.

ويضيف أنّ الفيضانات المفاجئة أثّرت على مصادر المياه، وبسببها تعرضت إمدادات المياه الصالحة للشرب للتلف في مناطق عديدة، كما دفعت أزمة  انعدام الغاز المنزلي الناس إلى قطع الاشجار وتنامي تجارة الاحتطاب، مما تسبب في تراجع مساحة الغطاء النباتي، فيما فاقم المناخ مشاكل عدة مثل التصحر، والجفاف، وارتفاع درجة الحرارة.

 ويشير الحكيمي إلى أنّ غياب الرقابة وضعف سلطة الدولة زاد من الأنشطة البشرية في مناطق المحميات والجزر ونتج عنها التلوث.

 ويتطرق الصحفي المختص بقضايا البيئة إلى ازدهار عمليات الصيد الجائر للحيوانات البرية والبحرية، وازدهار عمليات الاتجار غير المشروع بالحيوانات المهددة بالانقراض كالنمور العربية والوشق والغزلان، الى جانب ارتفاع عمليات الصيد والقتل لأنواع نادرة من السلاحف البحرية في سواحل المحميات.

وتعد قضية الباخرة اليمنية "صافر" من أخطر مهددات البيئة البحرية في اليمن بحسب مختصين يخشون من تسرب هذا الخزان النفطي العائم بسبب منع تفريغه أو صيانته بسبب الحرب.

ويتحدث الخبير الجيولوجي الدكتور عبدالغني جغمان لشبكة الصحفيين الدوليين، موضحًا أنّه بحال حدوث تسرب نفطي أو غرق الباخرة، فستحدث كارثة بيئية قد تكون من أكبر الكوارث البيئية وحوادث التسرب النفطي في العالم، حيث قد تعد واحدة من أكبر خمس كوارث في العالم بسبب الكمية الكبيرة من النفط المخزن فيها، ناهيك عن أنّ البحر مفتوح ودرجة الحرارة فيه عالية والتيارات البحرية نشطة.

ويوضح جغمان أنه قام مع منصة "حلم أخضر" بعمل إحصاءات لما يمكن أن يحصل في حال وقوع هذه الكارثة، واتضح أنّ التلوث سيكون كارثيًا وسيؤدي إلى إلحاق الضرر بالكائنات الحية البحرية بدون استثناء، قائلًا: "من الأضرار التي ستخلقها هذه الكارثة فقدان 115جزيرة يمنية في البحر الأحمر لتنوعها البيولوجية، وموائلها الطبيعية، ناهيك عن فقدان 126,000 صياد لمصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي، كما سيموت 969 نوعًا من الأسماك بفعل بقع النفط الخام المتسربة، وسيختفي قرابة 969 نوعًا من الشعاب، جراء النفط الخام وعدم وصول الأوكسجين والشمس إليها". ويضيف جغمان أنّ "هناك 768 نوعًا من الطحالب في المياه الإقليمية اليمنية ستتعرض للتلف و139 نوعًا من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه ستختنق ببقع الزيت الخام. كذلك تهدّد هذه الحادثة 1,5 مليون طائر مهاجر أثناء عبورها السنوي لمنطقة باب المندب، والتي تصنف بأنها ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة الحوامة".

 من جهته يقول الصحفي المتخصص بالصحافة العلمية عمر الحياني في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين إنّ الحرب أثّرت على البيئة، مما شكل تهديدًا حقيقيًا للبيئة والانسان والتنوع الحيوي، بعدما طال الدمار الغابات والأحراش والأشجار في كثير من المناطق اليمنية بفعل الاحتطاب، نظرًا لانعدام مادة الغاز المنزلي وارتفاع اسعارها.

وحول اهتمام وسائل الإعلام بقضايا البيئة يقول الحياني إنّ إغلاق الكثير من وسائل الإعلام أثّر في مستوى هذا الاهتمام، بينما ركّزت الوسائل الإعلاميّة الأخرى على مسارات الحرب، ومع ذلك كان للبيئة حضور ولو في حده الأدنى  في التناول الإعلامي.

ويرى الحياني أن الصحفي اليمني يحتاج إلى التأهيل والتدريب من أجل تعزيز قدراته في تغطية قضايا البيئة لملامستها لحياة الانسان، ولحاجتها إلى جهد من قبل الصحفي لتثقيف نفسه في علوم البيئة ليصبح قادرًا على الكتابة في هذا المجال بمهارة عالية.

ويجمع خبراء صحفيون متخصصون بقضايا البيئة أنّ الصحفيين البيئيين يحتاجون لما يلي:

  •  تطوير معارفهم في قضايا البيئة من خلال التخصص في هذا المجال والمشاركة في دورات تأهيلية.
  • الصحفي البيئي مهتم بقضايا الطبيعة التي حوله، ولذا عليه أن يكون مدركًا لطريقة عرض قضايا ومشاكل البيئة بأسلوب واضح وبسيط، وأن يؤنسنها في طريقة عرضها للجمهور.
  • أن يبقى الصحفي على إطلاع مستمر ببيانات وإحصائيات المؤسسات الحكومية والمجتمعية المعنية بقضايا البيئة، ومراقبة مدلولاتها وعرضها بطريقة صحفيّة هادفة توضح مؤشراتها.
  •  ضرورة أن يجيد الصحفي المتخصص بالبيئة مهارات صحافة البيانات، والأدوات الرقمية والبصرية وتوظيفها في مواده الصحفيّة، لأهمية هذه الأدوات في توضيح قضايا البيئة.
  • على صحفيي البيئة الذين يعملون في دول تشهد صراعات وحروب الاهتمام بإجراءات السلامة المهنية لحماية أنفسهم، والحفاظ على سلامة مصادرهم أيضًا، والابتعاد عن استغلال قضايا البيئة في الصراعات السياسية أو العسكرية.

الصورة الرئيسية لاحتطاب الاشجار في صنعاء -  من "حلم أخضر"



إقراء أيضاً


التعليقات

إضافة تعليق

كاريكاتير

فيس بوك

إستطلاعات الرأي

شركاؤنا

 

 

 

مؤسسة منصة للإأعلام